حمى ترامب.. ونبل رئيس السلام

4 أكتوبر 2020آخر تحديث :
حمى ترامب.. ونبل رئيس السلام
حمى ترامب.. ونبل رئيس السلام

موفق مطر-الحياة الجديدة

تمنيات الرئيس ابو مازن للرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا بالشفاء العاجل عكست النبل المتأصل في عقل ومنهج رئيس السلام ، الرئيس الانسان  رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية ، فالفارس النبيل لا يتردد في منازلة خصمة في ميدان الحق مادام بكامل صحته وقوته ، ويترفع حتى عن مجرد  التفكير أو التمني للخصم بالمرض ، فالحكمة والشجاعة والنبل والقوة في انتزاع الفارس حقه وحق من يمثل ( الشعب) فيما خصمه بقوته وسلاحه في يده ، وبذلك يتجسد المعنى الحقيقي للانتصار المرتكز على القوة  الذاتية وليس على عوامل خارجية كمرض أو وباء يصيب الخصم أو بسبب موت طبيعي .

ايماننا نحن الشعب الفلسطيني بحقنا التاريخي والطبيعي في وطننا الأزلي الأبدي فلسطين ، وثقتنا بقيادتنا التي عكست ارادة الصبر والتصدي والصمود والتحدي ، والقول لا عندما يقتضي الأمر قولها بشجاعة وصوت عال ، للتعبير عن رفضها المساس بثوابت الشعب ومقدساته ،  والقول نعم عندما تلتمس توجهات وسياسات تمكننا من انتزاع ولو بعض حقوقنا ، لا يمنعنا ابداً من تمني الحياة لخصومنا  الذين ظلمونا ليروا بأعينهم كيف ننتزع حقوقنا ونسترجعها منهم ، وليدركوا أن جبروتهم واستكبارهم على الشعوب بالقوة المادية العسكرية والمالية، واتباعهم الاحتلال والاستعمار والاستيطان  والعنصرية منهجا للسيطرة على الشعوب لن يدوم مهما امتلكوا من قوة، فالعاجز عن مكافحة  فايروس غير مرئي بالعين المجردة لا يمكنه الانتصار على شعب لا يرى الحياة إلا كرامة وحرية  وعزة وشرف واستقلال، فهذا الذي تقعده الحمى قد يجد له الأطباء المعالجون عقارا يقضي على الفايروس أو يضعفه ، لكنه مهما استقوى بمساعدين ومستشارين منحازين ومتطرفين  وعنصريين، وبجيوش منظومة الاحتلال والاستعمار العنصري  اسرائيل ، ومعها حلفاء ، ومتآمرين في السر والعلن فإنه لن يفلح في القضاء على شعب مؤمن بحقه  وله تاريخه وحاضره في ارضه ، ويتطلع الى مستقبله عليها ، فهنا وتحديدا في قضية فلسطين لا تنفع العقارات ، ولا العلاجات الاقتصادية ، ولا خطط  الضم ، ولا صفقة القرن ، ولا دفع مشايخ وامراء – تحت ضغط الاكراه – للتطبيع مع منظومة العنصرية الوحيدة المتبقية على وجه الكرة الأرضية ، ومعترف بها دولة كامل العضوية في الأمم المتحدة رغم أنها ناقصة تسمى اسرائيل .. ومن يظن بقدرته على اجهاض كفاح الشعب الفلسطيني  فهو مصاب بالحمى ، مريض لا يحتاج علاجا طبيعيا كيميائيا ولا طبيعيا من اعشاب ، بل من يقرأ عليه سيرة  الشعب الفلسطيني والشعوب الحرة ، لعله تذهب عنه  الحمى فيعود الى صحته النفسية والعقلية فيرى الأمور بمنظار قوانين وقرارات الشرعية الدولية ، فحمى ترامب  الاستعمارية الجديدة  اذا لم يتم التصدي لها بحكمة وشجاعة  ووضوح كما فعل الرئيس محمود عباس ابو مازن باسم الشعب الفلسطيني ، واذا تركت لتنتشر ، فإن  اخطارها وتداعياتها الكارثية وآثارها البعيدة المدى  ستجعل من حمى الحملات الاستعمارية التي ألمت بالمنطقة مجرد نزلة برد  او انفلونزا شديدة قياسا ب (حمى ترامب ) الكاسحة لخريطة العالم السياسية الجغرافية ، الاقتصادية ، والمدمرة لمكونات الأمم  الثقافية ، حمى جرفت ومازالت تعمل كاعصار لاقتلاع  القانون الدولي والمواثيق والأعراف  من جذورها وتطييرها وجعلها هباء منثورا .

( حمى ترامب ) الاستعمارية العنصرية غير المسبوقة في تاريخ البشرية هي الداء  والوباء الذي نريد للشعب الأميركي ألا يكون أول ضحاياها ، فشعب الولايات المتحدة  الأميركية الذي عانى  من الحروب الأهلية والعنصرية ، قد تعيده ( حمى ترامب ) الى اجوائها ويومياتها ، وقد يجد هذا الشعب نفسه قد اسقط  في حالة عداء مع كل شعوب العالم  والدول المحبة للسلام ، فتنقلب ثقافة الحرية والديمقراطية بسبب حمى ترامب ، الى منهج استعباد ودكتاتورية ، منهج عنصري بات المثقفون الأميركيون يحذرون من نموه وتكاثره وانتشاره اسرع من انتشار أي وباء في عهد دونالد ترامب .

استهتر ترامب بفايروس كوفيد 19(الكورونا)  فأعجزه ، واستهتر بحقوق الشعب الفلسطيني  وبمقدساته فعجز عن ايجاد بديل – ولو مصطنعا- يوقع له على الخضوع والاستسلام ، أما الآن فليس أمامه إلا الاعتراف والإقرار بإصابته بفايروس العنصرية الصهيونية، حتى يتمكن المعالجون من تخليصه من حمى هذا الوباء القاتل ، فلعله يحظى بلحظة تفكير وهو في حالة شفاء من (حمى الصهيونية العنصرية) التي باتت لصيقة باسمه وصارت تستحق مسمى ( الحمى الترامبية). فقد ثبت تغلغلها حتى نخاعه الشوكي وتلافيف دماغه ..لذا نتمنى له الشفاء منها.

الاخبار العاجلة